إنا خُلِقْنَا!!/ الشاعر حسين حمود

إنا خُلِقْنَا مرَّةً
في صُورَةِ الْإنْسانْ
ما عادَ يجمَعُ شَمْلَنا
زَهْرٌ ولا نَيْسَانْ
صُبِّي بَقَايَا ثورَتِي
قد جاءَنا الْطّوفَانْ
الحَمْدُ الفًا لِلْهُدّى
ولِنِعْمَةِ النِّسْيَانْ
هل تَغْفِرِينَ غَلْطَتِي؟
إنِّي أتَيْتُ كالرَّبيعِ بِحُلَّتِي
في هَيْئَةِ الْأنْسَانْ
اضْحَتْ وُرُودِّي من بَقَايَا زَهْرَةٍ
لا حُسْنُهَا يَروِي جِراحَ مَحَبَّتِي
او سِحْرُهَا يُغْرِي حُدُودِ أسِرَّتِي
إنِّي رَوَيْتُ جَمَلَها لمَّا نَمَتْ
في رَوْضَتي..
حتى رَسَمْتُ الْحَرْفَ
في سَطْرِ الْكَلامْ
حُلُمًا أتَى..في رَوْعَةِ الأُوْهَامْ
رُدِّي الْخُطَّى!
لا تَتْبَعِيْهَا خُطْوَتِي
يا زَهْرَةً قَتَلَتْ جَمَالَ رَبِيْعِهَا
لَمَّا طَغَتْ..تلك الشِّفَاهُ بِرَسْمِهَا
فَوُقَ الشِّفَاهِ قُبْلَةً
في دَفْتَرِ الْأيَامْ
رُدِّي الْخُطَّى يا مَنْبَعَ الْإلْهَامْ
لا تَسْكُنِيْهَا دُنْيَتي
وتَقَصَّفَتْ اغْصَانُ اشْجَارٍ
نَمَتْ في رَوْضَتي
الشَّمْسُ ظِلٌّ نُورُها عِنْدَ الصَّبَاحْ
لا يَأتِي دِفْءُ حَنِيْنِهَا في بَسْمَتي
حتى عُطُورُ وُرُودِكِ..
ما لامَسَتْ حَبَّ النَدَّى
حتى تُثِيرَ بنَشْوَتِي
عِشْقَ الصَّبَاحْ
لا تَعْجَبِي!
إنَّي عَشِقْتُ الزَّهْرَ
في حَرْفِ الْكَلامْ
لمّا رَسَمْتِ الْعِشْقَ حَرْفًا
في مَهْدِي فَنَامْ
وحَضَنْتِ قَلْبي مَرَّةً
ولَبِسْتِ ثَوُبَ الْعِشْقِ
الْفَ الْفِ مرَّةٍ
كيف غَدَرْتِ مَشَاعِري
حتى تَخُونِيْهَا مَحَبّتِي
هلْ تَحْسَبِينَ بِأنَّنِي
ذاكَ الْمُرَاهِقُ والْعَجُوزْ!!
لَسْتُ الْمُرَاهِقَ..
ولا الْعَجُوزُ مَلامِحي
إنّي ذَكَرْتُ اللهَ في الْصلَوَّاتِ
ودَعُوْتُهُ..
وحَمَدْتُهُ بِمَسَابِحي
هل تَذْكُرِيْنَ مَلامٍحي!!
إنِّي خُلِقْتُ بِروعَةِ الْإنْسَانْ
حتى طَغَتْ افْعَالُنَا
فَتَهَدّمَ الْبُنْيَانْ
الْحمْدُ الْفًا لِلْهُدّى
ولِنِعْمَةِ الْنِّسْيَانْ.
حسين حمود
فلسطين القدس تجمعنا
Leave a Reply